السؤال: صدم شخص سيارتي من الخلف عن عمد نتيجة حشر سيارته بيني وبين سيارة أخرى.
وبعد أسبوع احتك بسيارتي من الأمام وأحدث بها خدوشا، فأحدثت له خدوشا مماثلة بسيارته، واتصل بي يهددني إما أن أحلف له أنني لم أخدش سيارته أو أن يؤذيني في أهلي ابتداء من اليوم، ولاتقاء شره حلفت له. فماذا علي أن أفعل؟
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكذب من الذنوب العظيمة، والأخلاق الذميمة، ويعظم إثمه إذا انضم إليه توكيده بالحلف بالله تعالى، كما قال عز وجل:وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {المجادلة:14}.
وقد جاء في صحيح مسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرًا أو ينمي خيرًا، قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته والمرأة زوجها. وقد ألحق العلماء بالحالات الثلاث ما إذا دعت ضرورة أوحاجة ماسة مثل:
إنقاذ نفس المسلم، أو ماله، أوعرضه أو نحو ذلك، فأباحوا الكذب لهذه الأمور نظرًا للمصلحة الراجحة.
قال الإمام النووي في رياض الصالحين: إن الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب... إلى آخر كلامه.
وعليه فإذا كنت خشيت على نفسك وأهلك الضرر فحلفت كذبا لهذا الرجل فنرجو أن تكون معذورا في حلفك له، وكان الأولى أن توري في يمينك ليفهم ما يريد وأنت تقصد غيره. ولوأخرجت كفارة يمين احتياطا فهو الأولى. وانظر الفتوى رقم: 8997.
ولم يكن لك أن تفعل بسيارته ما فعلت. وينظر في تقدير الضررين بسيارتيكما فإن تساويا في القيمة فهذا مقابل هذا، وإن لم يتساويا فعلى كل منكما لصاحبه بقدره.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب